هـوامــش حـرة
تجـــــريف البشــــــر
بقلم: فاروق جويدة
05/01/2012
معظم الرؤساء في العالم تولوا السلطة وهم في الأربعينيات من أعمارهم.. حدث هذا في أمريكا مع الرؤساء كلينتون وبوش الابن وأوباما.. وحدث مع أكثر من رئيس وزراء في انجلترا بداية من توني بلير وكاميرون
وربما كان الرئيس الفرنسي ساركوزي هو الوحيد الذي تولي الرئاسة وهو في بداية الخمسينيات من عمره.. وفي المواقع الهامة في سلطة القرار تجد أجيالا جديدة من الشباب في إدارة الشركات الكبري وأيضا البنوك والمؤسسات المالية وأكبر دليل علي ذلك شركات مثل جوجل وياهو وميكروسوفت وفيس بوك, حيث أنشأها مجموعة من الشباب وصعدوا بها وأصبحوا من أصحاب الملايين.. وفي مصر توقف تداول المواقع بين الأجيال منذ زمان بعيد.. وكانت التجربة الوحيدة التي شهدتها مصر هي جيل ثورة يوليو حين وصل إلي السلطة وحمل معه قطاعات مختلفة في كل المجالات ابتداء بالأدب والفكر وانتهاء بمواقع السلطة.. وللأسف الشديد أن هذا الجيل لم يكن قدوة طيبة فقد تمسك بمواقعه حتي شاخ وحرم كل الأجيال الأخري من أن تأخذ فرصتها.. وبعد ذلك أصبح هذا النموذج مثالا لكل قادم جديد حتي وصل بنا الحال إلي أن يحكمنا جيل واحد أكثر من ثلاثين عاما في سابقة هي الأولي من نوعها منذ عصر الفراعنة رمسيس الثاني وحتشبسوت.. وفي هذه الأيام تطل علينا هذه المحنة ونحن نفتش فقط في دفاترنا القديمة للبحث عن وجوه تتولي المسئولية برغم أن هناك طابور طويلا من الأجيال المكدسة يقف منذ سنوات في ساحة الانتظار.. وقد ظل الرئيس السابق يخدعنا ثلاثين عاما بحجة أنه لا يجد نائبا للرئيس وربما كان الرجل علي حق, لأنه بالفعل قام بتجريف الأرض المصرية من كل مواهبها وقدراتها.. إن الأزمة الحقيقية مع جيل ثورة يناير أننا لم نعترف حتي الآن بأن مصر في حاجة إلي دماء جديدة وان هناك أجيالا لا تريد أبدا أن تترك مواقعها, إن أسوأ أنواع الخراب التي تصيب مجتمعا من المجتمعات هو تجريف البشر..
تجـــــريف البشــــــر
بقلم: فاروق جويدة
05/01/2012
معظم الرؤساء في العالم تولوا السلطة وهم في الأربعينيات من أعمارهم.. حدث هذا في أمريكا مع الرؤساء كلينتون وبوش الابن وأوباما.. وحدث مع أكثر من رئيس وزراء في انجلترا بداية من توني بلير وكاميرون
وربما كان الرئيس الفرنسي ساركوزي هو الوحيد الذي تولي الرئاسة وهو في بداية الخمسينيات من عمره.. وفي المواقع الهامة في سلطة القرار تجد أجيالا جديدة من الشباب في إدارة الشركات الكبري وأيضا البنوك والمؤسسات المالية وأكبر دليل علي ذلك شركات مثل جوجل وياهو وميكروسوفت وفيس بوك, حيث أنشأها مجموعة من الشباب وصعدوا بها وأصبحوا من أصحاب الملايين.. وفي مصر توقف تداول المواقع بين الأجيال منذ زمان بعيد.. وكانت التجربة الوحيدة التي شهدتها مصر هي جيل ثورة يوليو حين وصل إلي السلطة وحمل معه قطاعات مختلفة في كل المجالات ابتداء بالأدب والفكر وانتهاء بمواقع السلطة.. وللأسف الشديد أن هذا الجيل لم يكن قدوة طيبة فقد تمسك بمواقعه حتي شاخ وحرم كل الأجيال الأخري من أن تأخذ فرصتها.. وبعد ذلك أصبح هذا النموذج مثالا لكل قادم جديد حتي وصل بنا الحال إلي أن يحكمنا جيل واحد أكثر من ثلاثين عاما في سابقة هي الأولي من نوعها منذ عصر الفراعنة رمسيس الثاني وحتشبسوت.. وفي هذه الأيام تطل علينا هذه المحنة ونحن نفتش فقط في دفاترنا القديمة للبحث عن وجوه تتولي المسئولية برغم أن هناك طابور طويلا من الأجيال المكدسة يقف منذ سنوات في ساحة الانتظار.. وقد ظل الرئيس السابق يخدعنا ثلاثين عاما بحجة أنه لا يجد نائبا للرئيس وربما كان الرجل علي حق, لأنه بالفعل قام بتجريف الأرض المصرية من كل مواهبها وقدراتها.. إن الأزمة الحقيقية مع جيل ثورة يناير أننا لم نعترف حتي الآن بأن مصر في حاجة إلي دماء جديدة وان هناك أجيالا لا تريد أبدا أن تترك مواقعها, إن أسوأ أنواع الخراب التي تصيب مجتمعا من المجتمعات هو تجريف البشر..