هـوامــش حـرة
بيت العقاد للبيع
بقلم: فاروق جويدة
04/01/2012
لايمكن لنا ان نلوم حكومة قطرلأنها فكرت في شراء بيت عملاق الادب العربي عباس العقاد في اسوان لتجديده واقامة متحف يضم مابقي من تراث كاتبنا الكبير..
لقد عرضت الحكومة القطرية مبلغ عشرة ملايين جنيه علي اسرة الفيلسوف الراحل وتعهدت ان يتحول البيت الي متحف يليق بتاريخ العقاد.. لاشك ان هذ الموقف لا يمكن ان يواجه إلا بالشكر لمن يفكر في انقاذ جزء عزيز من تاريخنا.. ولكن اللوم يقع علينا نحن فقد بقي منزل العقاد ومتحفه الفقير في اسوان صورة من صور الجحود لرموز هذا الوطن
لقد انفقنا في عشرات السنين ملايين الجنيهات علي الحفلات والاستقبالات والولائم ولم نفكر في انشاء متحف في اسوان حيث يرقد رفات واحد من اكبر رموزنا الفكرية والثقافية.. وربما كان السبب في ذلك ان العقاد لم يكن علي وفاق دائم مع ثورة يوليو وضباطها الاحرار وان كان قد قام بمبادرة طيبة في الايام الاولي للثورة حيث كتب مقدمة كتاب فلسفة الثورة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. وبعد ذلك توترت العلاقة بين الثورة والعقاد وزادت حدة التوتر والعقاد يتسلم جائزة الدولة التقديرية من جمال عبدالناصر ويلقي كلمة يقول فيها ان الدولة التي تكرم النابغين من ابنائها هي في الحقيقة تكرم نفسها.. ويبدو ان الكلام لم يعجب اصحاب الحفل..
وفي الوقت الذي ساد فيه الجحود العلاقة بين الثورة والعقاد كان طه حسين وتوفيق الحكيم هما الاقرب لرجال الثورة حتي اصدر توفيق الحكيم كتابه الاشهر عودة الوعي وادان فيه ثورة يوليو بقسوة.. وفي الوقت الذي باع فيه العقاد يوما جزءا من مكتبته ليواجه نفقات الحياة كانت الحكومة المصرية تدفع 2000 دولار لكل من طه حسين والحكيم سنويا كنفقات سفر في رحلة صيف الي اوربا.. ولاأحد يعلم سر الجفاء بين ثورة يوليو والعقاد وربما كان السبب في ذلك ان العقاد ظل طوال تاريخه محسوبا علي زعيم الامة سعد زغلول وهو لم ينكر ذلك ولم يتنكر له.. فهل يمكن ان تعيد الحكومة المصرية بناء متحف يليق بالعقاد في اسوان ام تقبل اسرته الهدية القطرية؟!
بيت العقاد للبيع
بقلم: فاروق جويدة
04/01/2012
لايمكن لنا ان نلوم حكومة قطرلأنها فكرت في شراء بيت عملاق الادب العربي عباس العقاد في اسوان لتجديده واقامة متحف يضم مابقي من تراث كاتبنا الكبير..
لقد عرضت الحكومة القطرية مبلغ عشرة ملايين جنيه علي اسرة الفيلسوف الراحل وتعهدت ان يتحول البيت الي متحف يليق بتاريخ العقاد.. لاشك ان هذ الموقف لا يمكن ان يواجه إلا بالشكر لمن يفكر في انقاذ جزء عزيز من تاريخنا.. ولكن اللوم يقع علينا نحن فقد بقي منزل العقاد ومتحفه الفقير في اسوان صورة من صور الجحود لرموز هذا الوطن
لقد انفقنا في عشرات السنين ملايين الجنيهات علي الحفلات والاستقبالات والولائم ولم نفكر في انشاء متحف في اسوان حيث يرقد رفات واحد من اكبر رموزنا الفكرية والثقافية.. وربما كان السبب في ذلك ان العقاد لم يكن علي وفاق دائم مع ثورة يوليو وضباطها الاحرار وان كان قد قام بمبادرة طيبة في الايام الاولي للثورة حيث كتب مقدمة كتاب فلسفة الثورة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. وبعد ذلك توترت العلاقة بين الثورة والعقاد وزادت حدة التوتر والعقاد يتسلم جائزة الدولة التقديرية من جمال عبدالناصر ويلقي كلمة يقول فيها ان الدولة التي تكرم النابغين من ابنائها هي في الحقيقة تكرم نفسها.. ويبدو ان الكلام لم يعجب اصحاب الحفل..
وفي الوقت الذي ساد فيه الجحود العلاقة بين الثورة والعقاد كان طه حسين وتوفيق الحكيم هما الاقرب لرجال الثورة حتي اصدر توفيق الحكيم كتابه الاشهر عودة الوعي وادان فيه ثورة يوليو بقسوة.. وفي الوقت الذي باع فيه العقاد يوما جزءا من مكتبته ليواجه نفقات الحياة كانت الحكومة المصرية تدفع 2000 دولار لكل من طه حسين والحكيم سنويا كنفقات سفر في رحلة صيف الي اوربا.. ولاأحد يعلم سر الجفاء بين ثورة يوليو والعقاد وربما كان السبب في ذلك ان العقاد ظل طوال تاريخه محسوبا علي زعيم الامة سعد زغلول وهو لم ينكر ذلك ولم يتنكر له.. فهل يمكن ان تعيد الحكومة المصرية بناء متحف يليق بالعقاد في اسوان ام تقبل اسرته الهدية القطرية؟!