هوامش حرة
من نسي الآخر ؟
بقلم: فاروق جويدة
12/01/2012
اعتدت أن يزورني صوتها مرة واحدة كل عام.. كل سنة وأنت طيب.. تقولها وتمضي ليصمت بعدها كل شيء.. كانت تقولها مرة وأعيش علي أمل انتظارها ألف مرة..
افترقنا في ساعة حزن دامية لم يحاول أحد منا أن يصل ما انقطع وتمادينا ونحن نقترب من النهاية.. واختفت الوجوه وغابت الملامح وبعد أن أفقنا وجدنا كل شيء حولنا وقد تحول إلي أطلال ذكري.. اختفت كالبرق.. ورحلت أنا في بلاد الله أطارد أحلامي التي لا تجيء وإذا جاء بعضها تربصت به الأقدار والأيام والمحن.. وافترقنا.. وغابت كالضوء خلف سحابات وهم يسمي النسيان.. وذات ليلة كنت أودع العام واستعيد معه ذكرياتنا التي لم نرحمها فلم ترحمنا جاءني صوتها سابحا في فضاء بعيد.. كل سنة وأنت طيب.. جاء الصوت بلا رقم أو وطن أو عنوان.. شيء يشبه الطيف الذي تراه وتحاول أن ترصده وتمسك به وتدرك أن لا شيء أمامك.. وبعدها اعتادت أن تزورني كل عام ورغم الزحام وعشرات الوجوه التي عبرت أيامي إلا أن ملامحها وجنونها القديم لم يفارق عيني لحظة.. كنت أراها في صخب قصائدي وأنا أقاوم أشباح القهر والخوف.. وكنت أشعر بها ودقات القلب تخبو أمام حزن عنيف جارف..
من أصعب الأشياء أن تختزل وجوه الناس في وجه واحد.. كل الوجوه باهتة شاحبة هزيلة.. غابت كل هذه الوجوه وبقي وجهها يطل كلما افتقدت الأمان وبحثت عن الصدق.. أراها أمامي في المرآة وأنا أعيد اكتشاف ملامحي.. أحيانا أشعر أن وجهها أصبح وجهي وكلما نظرت في المرآة رأيتها تبتسم من بعيد.. في أحيان كثيرة نتوحد مع من نحب فنراه في ملامحنا..
انتظرتها هذا العام مثل كل الأعوام السابقة ولكنها لم تأت كما اعتادت.. من تري نسي الآخر.. هل نسيت نهاية العام أم نسيتني.. أم أن العام الذي رحل إنسانا كل شيء..
من نسي الآخر ؟
بقلم: فاروق جويدة
12/01/2012
اعتدت أن يزورني صوتها مرة واحدة كل عام.. كل سنة وأنت طيب.. تقولها وتمضي ليصمت بعدها كل شيء.. كانت تقولها مرة وأعيش علي أمل انتظارها ألف مرة..
افترقنا في ساعة حزن دامية لم يحاول أحد منا أن يصل ما انقطع وتمادينا ونحن نقترب من النهاية.. واختفت الوجوه وغابت الملامح وبعد أن أفقنا وجدنا كل شيء حولنا وقد تحول إلي أطلال ذكري.. اختفت كالبرق.. ورحلت أنا في بلاد الله أطارد أحلامي التي لا تجيء وإذا جاء بعضها تربصت به الأقدار والأيام والمحن.. وافترقنا.. وغابت كالضوء خلف سحابات وهم يسمي النسيان.. وذات ليلة كنت أودع العام واستعيد معه ذكرياتنا التي لم نرحمها فلم ترحمنا جاءني صوتها سابحا في فضاء بعيد.. كل سنة وأنت طيب.. جاء الصوت بلا رقم أو وطن أو عنوان.. شيء يشبه الطيف الذي تراه وتحاول أن ترصده وتمسك به وتدرك أن لا شيء أمامك.. وبعدها اعتادت أن تزورني كل عام ورغم الزحام وعشرات الوجوه التي عبرت أيامي إلا أن ملامحها وجنونها القديم لم يفارق عيني لحظة.. كنت أراها في صخب قصائدي وأنا أقاوم أشباح القهر والخوف.. وكنت أشعر بها ودقات القلب تخبو أمام حزن عنيف جارف..
من أصعب الأشياء أن تختزل وجوه الناس في وجه واحد.. كل الوجوه باهتة شاحبة هزيلة.. غابت كل هذه الوجوه وبقي وجهها يطل كلما افتقدت الأمان وبحثت عن الصدق.. أراها أمامي في المرآة وأنا أعيد اكتشاف ملامحي.. أحيانا أشعر أن وجهها أصبح وجهي وكلما نظرت في المرآة رأيتها تبتسم من بعيد.. في أحيان كثيرة نتوحد مع من نحب فنراه في ملامحنا..
انتظرتها هذا العام مثل كل الأعوام السابقة ولكنها لم تأت كما اعتادت.. من تري نسي الآخر.. هل نسيت نهاية العام أم نسيتني.. أم أن العام الذي رحل إنسانا كل شيء..