هـوامــش حـرة
حرام علي الشعب
بقلم: فاروق جويدة
25/12/2011
حينما نطالب بإعطاء الفرص للشباب فليس معني ذلك الاستغناء عن أجيال الآباء أو إحالتهم للتقاعد والمعاش لأن أعظم الأشياء أن تجتمع خبرة الآباء مع حماس واندفاع الأبناء وعندما خرج شباب ثورة25 يناير واقتحموا الشوارع ولم تخيفهم مصفحات ورصاص الأمن المركزي وغباء وسلبية أصحاب القرار
كان ذلك تأكيدا علي أن العقول التي شاخت علي الكراسي لم تستطع التعامل مع المواقف بما تمليه المسئولية والسرعة في اتخاذ القرار لم يكن نجاح ثورة يناير بسبب حماس الشباب فقط وإيمانهم بعدالة قضيتهم ولكن لأن الجالسين علي الكراسي كانوا قد تيبسوا فيها وفقدوا القدرة علي التفكير والحوار والعمل وهذا هو الفرق بين جيل يفكر بلغة العصر وأجيال أخري خرجت من التاريخ.. ليس في ذلك اعتداء علي قدسية الأبوة أو إنكار لقيمة العطاء ولكنه فقط محاولة لإدراك الحقيقة وفهم طبيعة الأشياء إن ذلك لا يعيب جيل الآباء فقد قدموا ما لديهم في حدود إمكاناتهم والفرق هنا في القدرة علي استيعاب روح العصر في السيارات الحديثة جهاز كمبيوتر مزعج يهرب الكبار من محاولة اكتشافه ومعرفة أسراره وكيف يتم تشغيله في حين أن هناك سيارات قديمة جيدة وتؤدي الغرض منها ولكنها تختلف في الإمكانات والقدرات والسرعة ومنذ خمسين عاما كان الطيار يقود طائرته بيديه وهو الآن يجلس ويترك للطيار الآلي أن يفعل كل شيء وهو يراقب من بعيد وليس معني ذلك أن الطيار الحديث أفضل ولكن الإمكانات هي التي تغيرت وغيرت معها قدرات البشر.. ليس من الضروري أن يأخذ الشباب مواقع الكبار في المسئوليات الكبري ولكن يجب أن يأخذوا فرصتهم حتي يتعلموا.. والغريب أن في مصر نوعا من الازدواجية المريبة في الوقت الذي نبخل فيه علي أجيال الشباب بتحمل المسئوليات العامة نجد علي سبيل المثال كل المهن الكبري وقد تم توريثها للأبناء.. كل رجال الأعمال تركوا إدارة أموالهم للأبناء.. وفي أعمال مهمة مثل الطب والقضاء والصحافة والإعلام والبنوك تري ألاف الشباب من أبناء المسئولين الكبار في المواقع المهمة.. حلال عليهم.. حرام علي الشعب..
حرام علي الشعب
بقلم: فاروق جويدة
25/12/2011
حينما نطالب بإعطاء الفرص للشباب فليس معني ذلك الاستغناء عن أجيال الآباء أو إحالتهم للتقاعد والمعاش لأن أعظم الأشياء أن تجتمع خبرة الآباء مع حماس واندفاع الأبناء وعندما خرج شباب ثورة25 يناير واقتحموا الشوارع ولم تخيفهم مصفحات ورصاص الأمن المركزي وغباء وسلبية أصحاب القرار
كان ذلك تأكيدا علي أن العقول التي شاخت علي الكراسي لم تستطع التعامل مع المواقف بما تمليه المسئولية والسرعة في اتخاذ القرار لم يكن نجاح ثورة يناير بسبب حماس الشباب فقط وإيمانهم بعدالة قضيتهم ولكن لأن الجالسين علي الكراسي كانوا قد تيبسوا فيها وفقدوا القدرة علي التفكير والحوار والعمل وهذا هو الفرق بين جيل يفكر بلغة العصر وأجيال أخري خرجت من التاريخ.. ليس في ذلك اعتداء علي قدسية الأبوة أو إنكار لقيمة العطاء ولكنه فقط محاولة لإدراك الحقيقة وفهم طبيعة الأشياء إن ذلك لا يعيب جيل الآباء فقد قدموا ما لديهم في حدود إمكاناتهم والفرق هنا في القدرة علي استيعاب روح العصر في السيارات الحديثة جهاز كمبيوتر مزعج يهرب الكبار من محاولة اكتشافه ومعرفة أسراره وكيف يتم تشغيله في حين أن هناك سيارات قديمة جيدة وتؤدي الغرض منها ولكنها تختلف في الإمكانات والقدرات والسرعة ومنذ خمسين عاما كان الطيار يقود طائرته بيديه وهو الآن يجلس ويترك للطيار الآلي أن يفعل كل شيء وهو يراقب من بعيد وليس معني ذلك أن الطيار الحديث أفضل ولكن الإمكانات هي التي تغيرت وغيرت معها قدرات البشر.. ليس من الضروري أن يأخذ الشباب مواقع الكبار في المسئوليات الكبري ولكن يجب أن يأخذوا فرصتهم حتي يتعلموا.. والغريب أن في مصر نوعا من الازدواجية المريبة في الوقت الذي نبخل فيه علي أجيال الشباب بتحمل المسئوليات العامة نجد علي سبيل المثال كل المهن الكبري وقد تم توريثها للأبناء.. كل رجال الأعمال تركوا إدارة أموالهم للأبناء.. وفي أعمال مهمة مثل الطب والقضاء والصحافة والإعلام والبنوك تري ألاف الشباب من أبناء المسئولين الكبار في المواقع المهمة.. حلال عليهم.. حرام علي الشعب..