كذب السراب
البحر أسألُهُ ويسألني | ما فيه من ريٍّ لظامئهِ |
متمرِّدٌ عاتٍ يضللني | كذِبُ السَّرابِ على شواطئِهِ |
كم جال في وهمي فأرّقني | أربٌ وأين الفوز بالأربِ؟ |
وسرى بأحلامي فعلّقها | فوق السُّهى بلوامعِ الشهبِ |
في يقظةٍ مني وفي وسن | صَرْحٌ بذروِتهنَّ متّحدِ |
الفجرُ والسحرُ المخضّبُ من | لَبِناتِهِ والقمةُ الأبدِ |
واهاً لضافي الظلِّ ورافِهِ | قضّيتُ عمري في توهّمهِ |
لما طلعتُ على مشارِفِهِ | أيقنتُ أني فوق سُلَّمِهِ |
ومن العجائب في الهوى اثنان | لم يضربا للحبِّ ميعادا |
ومحّيِرُ الإفهامِ لحظان | قَرآ كتابَهما وما كادا |
سارا فمذ وقف الهوى وقفا | يتبادلان الشوقَ والشغفا |
عرف الهوى أمراً وما عرفا | مَن ذلك الداعي الذي هتفا |
قَدَرٌ على قدرٍ تلاقِينا | كلُّ الذي أدري وتدري |
أنّا أطعناهُ مُلَبِّينا | من أنت؟ من أنا؟ من يُنَبِّينا؟ |
Tags:
خواطر واشعار